علم الاجتماع والأنثربولوجيا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

علم الاجتماع والأنثربولوجيا
علم الاجتماع والأنثربولوجيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» بحث عن تالكوت بارسونز لمن يهمه الأمر
حول البيبليوغرافيا Emptyالأحد يناير 31, 2021 2:44 pm من طرف YOUCEF

»  سيغموند فرويد الشخصية السوية والشخصية الغير سوية
حول البيبليوغرافيا Emptyالسبت سبتمبر 14, 2019 9:16 am من طرف امال

» بحث حول دراسات المؤسسة في علم الاجتماع
حول البيبليوغرافيا Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2018 1:35 pm من طرف بيسان

» مكتبة علم الإجتماع الإلكترونية
حول البيبليوغرافيا Emptyالخميس أبريل 23, 2015 7:53 pm من طرف ahlam yamani

» سوسيولوجيا العالم العربي.. مواقف وفرضيات
حول البيبليوغرافيا Emptyالأحد مارس 08, 2015 9:13 am من طرف sami youssef

» نظرية بياجي في النمو أو نظرية النمو المعرفي
حول البيبليوغرافيا Emptyالأحد فبراير 22, 2015 2:31 am من طرف صباح

» معجم و مصطلحات علم الاجتماع
حول البيبليوغرافيا Emptyالسبت فبراير 21, 2015 7:36 am من طرف holo

» النظريات السوسيولوجية
حول البيبليوغرافيا Emptyالخميس فبراير 19, 2015 8:05 am من طرف صباح

» مفهوم المدينة عند ماكس فيبر
حول البيبليوغرافيا Emptyالإثنين يناير 26, 2015 2:13 pm من طرف ♔ c breezy ♔

التبادل الاعلاني
منع النسخ

حول البيبليوغرافيا

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

حول البيبليوغرافيا Empty حول البيبليوغرافيا

مُساهمة من طرف sadik115 الجمعة أكتوبر 19, 2012 5:20 am


إن الثورة المعلوماتية التي عرفها العالم
إبان القرن الماضي ، لم تقتصر على مجال دون آخر، بل مست جميع ميادين الحياة
الانسانية، ولم ينج الوعاء المعرفي/الكتاب، من أثرهذه الثورة ، بل أصبح هو نفسه،
مُنافَساً من قبل حوامل أخرى للمعرفة أكثر دقة وأخف حملا وأكبر سعة . إلا أن ذلك
لم ينقص من شأنه، بقدر ما كان خادما طيعا له، ساهم في التأريخ له وتوثيقه والتعريف
به على أوسع نطاق، فازدهرت العلوم التي تتخذه موضوعا لها وتشعبت، وأصبح الحديث عن
فرع من فروعها ، على ضفتنا الجنوبية، التي لم تستفق بعد من هول صدمة الانبهار،
يتطلب ، قبل كل شيء، التمنطق بأدوات هذه الثورة لتعرف ، أولا، تراثنا وإنتاجنا
المكتوب ، ثم التعريف به، ثانيا. لأن من أولى شروط الإبداع العلمي، معرفة السابق
بتجميعه ونشره، "حفظا للطاقات ..والأموال والأوقات"[1] ، وهذا ما يدخل
في صميم العمل البيبليوغرافي ، الذي يعتبر "أول الطريق للراسخ والشادي
معا"[2] ، ومبتدأ البحث العلمي ومنتهاه .
فما هي البيبليوغرافيا ؟
وما موقعها في التراث ؟وما مقام وآفاق البحث البيبليوغرافي في بلادنا ؟
2-تحديد المفهوم
1-2-البيبليوغرافيا في
اللغة
فقكاد يتفق المهتمون إن لم
نقل يجمعون على أن أصل الكلمة يوناني، مركبة من كلمتين"Biblio " ويعني" كتيب" وهي صورة التصغير المأخوذة من
"biblios " " كتاب" وكلمة
"graphia" وهي اسم الفعل من
"graphien " بمعنى" ينسخ " أو"
يكتب" [3]، وتعني الكلمة في أصلها اللغوي "كتابة الكتب" أو "
نسخ الكتب" [4] ، وقد تغير معناها بعد القرن السابع عشر إلى مدلول فكري عام
هم " الكتابة عن الكتب" [5] .
هذا في أصل الوضع ، أما
المعنى المتعارف عليه في المعاجم ، فإنه يكاد يعانق المتفق عليه اصطلاحا . ومن
مضامينه :
أ-أن البيبليوغرافيا هي:
- " دراسة الشكل
المادي للكتب …"
- "إعداد قوائم الكتب…"
- "قائمة كتب …تختلف
عن الفهرس (Catalogue ) في أنها ليست بالضرورة
قائمة لمواد في مجموعة "collection " أو مكتبة ، أو مجموعة مكتبات …"[6] .
ب-" البيبليوغرافيا :
علم البيبليوغرافي " و" البيبليوغرافي : المتضلع في معرفة الكتب"[7]
ج- وفي المنهل نجد :"
فهرسة،بيبليوغرافيا (علم الفهارس ، علم التأليف،وصف الكتب،مراجع بحث،مآخذ، ثبت
المراجع)، بيان بالمؤلفات الحديثة"،أما البيبليوغرافي فهو :"مُفهرس،
بيبليوغرافي (عالم بالتأليف،واصف الكتب مضمونا وطباعة)[8] .
وتجدر الإشارة إلى أن
اللفظة غائبة في المعاجم اللغوية العربية ، ويقصر وجودها على معاجم المصطلحات ،
وخصوصا منها الأدبية .
2-2- في الاصطلاح
يمكن إيراد مجموعة من
التعاريف التي تتسع وتضيق طبقا لعاملي المكان والزمان، ومنها:
أ- " هو علم وصف
الكتب والتعريف بها ضمن حدود وقواعد معينة…" [9]
ب- " يدل على علم
مستقل يعتبر من أهم الفروع لعلوم المكتبات والمعلومات ، حيث تغطي البيبليوغرافيا
بدراستها وممارساتها شبكة متداخلة من الموضوعات ، ومجموعة معقدة من الأساليب
والمعالجات لأنها تتناول الإنتاج الفكري للإنسان في إطاره الذي يتسع كل يوم
ج-" دراسة الكتب
(بوصفها)[11] موضوعات مادية بعيدا عن موضوعها أو محتواها الأدبي
د- يورد معجم المصطلحات
لجمعية المكتبات الأمريكية أربعة معان للمصطلح ، تم إيرادها مختصرة في التعريف
اللغوي ، ومنها :
1- " دراسة الشكل
المادي للكتب مع مقارنة الاختلافات في الإصدارات والنسخ ، كوسيلة لتحديد تاريخ
النصوص ونقلها."[13]
2- "البيبليوغرافيا :
وهي العلم نفسه ، أو الفن الذي يهدف إلى إعداد قوائم الإنتاج الفكري تحقيقا لأغراض
معينة … "[14]
3- البيبليوغرافي هو الشخص
الذي يؤدي العمل ." وهو أيضا " الشخص الذي يقوم بدراسة خاصة لمعرفة
الكتب والتاريخ الأدبي ، وكل ما اتصل بفن الطباعة ."[15]
ه - ويورد الأستاذ يحي
هوار مجموعة من التعاريف في مقالته "علم الفهرسة عند الأوربيين: المفهوم
والتاريخ " [16]، منها :
1-" كلمة
بيبليوغرافيا من الكلمات الأجنبية التي دخلت إلى اللغة العربية معربة في العصر
الحديث، وأصبحت مصطلحا شائعا يدل على علم مستقل يعتبر من أهم الفروع لعلم المكتبات
والمعلومات ."
2- " علم
البيبليوغرافي “ Science du bibliographe” ، وعرف
البيبليوغرافي بأنه الشخص الذي يقرأ المخطوطات القديمة ويعرف الكتب المطبوعة
والمخطوطة ." وهو تعريف المجمع اللغوي الفرنسي في الطبعة الرابعة من قاموسه
سنة 1762.
3-" دراسة الجداول
التي تقوم بوصف الكتب وترتيبها، ويجب باستمرار الاستعانة بها للتعريف بالكتب و
لاقتناء المطبوع منها حول موضوع معين[17] ." وهو تعريف الأستاذ الفرنسي
“Charles Mortet" لسنة 1879 .
4-" معرفة موضوع
الكتب المنشورة وقيمتها وندرتها " ، وهو تعريف الطبعة الثامنة لقاموس المجمع
اللغوي الفرنسي لسنة 1932.
5- " البيبليوغرافيا
هي البحث عن الكتب وتصنيفها حسب مناهج محددة ، من أجل استعمال تجاري أو عل
6- " إن كلمة
بيبليوغرافيا عند الدول الأنكلوساكسونية .. تستعمل للدلالة على منهجين متعلقين
بالنصوص المطبوعة ، فإذا كانت الكلمة تدل .. على البحث والإشارة والوصف والتصنيف ،
فإنها زيادة تحتفظ بمفهوم أشمل ... ويتعلق الأمر .. بمقارنة إجمالية ومعرفة النصوص
التي تسمح بالكشف عن المصادر المادية للمؤلف حيث تجد مصطلح البيبليوغرافيا المادية
أو النصية…"
و- ويقول الأستاذ مصطفى
رمضاني في تقديمه لمؤلف الأستاذ محمد قاسمي :"بيبليوغرافيا القصة
المغربية" :" فالبيبليوغرافيا عمل يتعلق بمرحلة ما قبل البحث…لأنها تيسر
الوصول إلى أهم الأعمال المتصلة بموضوع معين"[18] .
ز- أما سعيد علوش في معجمه
، فيورد أربعة تعريفات للمصطلح هي:
1-" فن المراجع ، بما
في ذلك وصفها وتحقيقها."
2- " قوائم المؤلفات
التي يعتمدها كاتب في بحث أو رسالة جامعية".
3- " فهرسة بأسماء
الكتب والمؤلفين".
4-" مبحث أولي ، لكل
درس أدبي ، ينزع إلى العلمية الأدبية"[19] .
ولا بأس من الإشارة إلى
مصطلحات أخرى تنضوي تحت علم البيبليوغرافيا أو تعتبر فروعا له ، منها :
"البيو-بيبليوغرافيا" ، وهي تعنى بدراسة حياة كاتب وأعماله، وتساهم في
معالجة التاريخ الأدبي ، و"البيوغرافيا" التي من معانيها :" فن
ترجمة الحياة الأدبية ، وجنس أدبي ، يتقصى حياة الكاتب منذ طفولته إلى اكتمال نضجه
الأدبي ، بقصد الإلمام بالمكونات الأولى لكتابته وتفسيرها على ضوء عملها في النص
الأدبي." [20]
إن مبتدأ ما يمكن استنتاجه
مما تم إيراده أعلاه وغيره، الذي قصرت عنه اليد رغم بصارة العين ، أن أية محاولة
للإمساك بتعريف جامع مانع للبيبليوغرافيا ، لا يكاد مُحاولها يأمن في شبه يقين ،
بأنه على قيد أنملة من بلوغ مبتغاه ، حتى يصبح الشك سيد المقام ، وتبقى المحاولة
رغم ذلك ، عزاءه الوحيد ، ومن هذا المنطلق يمكن ادعاء التركيب التالي : إن
البيبليوغرافيا علم مستقل مجاله الإنتاج الفكري المكتوب ، حصرا وتحقيقا وجمعا
وتأريخا وتصنيفا وتوثيقا ووصفا، له قواعده وفلسفته ، وضرورته لا محيد عنها في
زماننا أكثر من أي وقت مضى ، للتدفق والانفجار الذي تعرفه مجالات المعلومات
والمعرفة الانسانية والوسائل المعلوماتية[21] ، وهو العلم الوحيد القادر على ضبط
هذا التدفق وهذا الانفجار[22] .
وإذا كان هذا حال العلم ،
الذي لاجدال حول أهميته ومنافعه وضرورته ، فإنه ليس من السهل الحديث عن توافق واتفاق وقبول، أسال ويسيل الكثير، من اللعاب
والمداد ، ليس تجاه مصطلح البيبليوغرافيا وحده، بل تجاه العديد من أمثاله مما يفد
من وراء البحار، فما مثارالنقع، وما الداعي الى إيلاء المبنى / اللفظ اهتماما يفوق
المعنى / العلم نفسه ؟
2-3- إشكالية المصطلح في
اللغة العربية :
يقول حسن غزالة :"
أما صبغ الكلمة الأجنبية بصبغة عربية بكتابتها ، أو بعبارة أدق برسمها بأحرف عربية
، فلن أسميه تعريبا ، بل تغريبا أو في أفضل الحالات تعريبا للشكل الصوتي لا للمعنى
أو المضمون"[23] ، و في المقال نفسه، يشير إلى طرق التعريب وهي : إ- الرسم
اللفظي أو النسخ الصوتي ، أي رسم الكلمة حسب نطقها بحروف عربية كما هي دون تغيير.
ب - التطبيع: ويقصد به
إخضاع الكلمة الأجنبية لقواعد صرف العربية مع تغيير في بعض حروفها. ج-الترجمة: أي
استخدام كلمات موجودة أصلا في العربية تعطي المعنى نفسه .
د-النقش: ويقصد به سك
مصطلحات لم يسبق أن وجدت في العربية ، عن طريق :-التوليد الذي هو إحياء أو إنعاش
لكلمة قديمة عن طريق الوضع بالمجاز.-الاشتقاق:المسمى أيضا بالقياس الذي افرد له
ابن جني في الخصائص ثلاثة فصول. ثم : -المستجدات أو المحدثات وهي مصطلحات جديدة لم
توجد من قبل [24] . فهل تم إخضاع مصطلح "البيبليوغرافيا" لإحدى هذه
الطرق ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا الاستنكار ؟ ونجد عند علي القاسمي في مؤلفه:
"مقدمة في علم المصطلح " خمس وسائل لنقل المصطلحات العلمية والتقنية إلى
اللغة العربية.[25]
فهل يخرج استيراد مصطلح
"البيبليوغرافيا" عما تم إيراده من طرق التعريب ، أم أن هناك رفضا
لبعضها وقبولا بأخرى . ففي تعليقه على الرسم اللفظي يقول صاحب المقال
السابق:"هذه الطريقة مرفوضة في عمومها إلا في حالات اضطرارية خاصة "[26]
، ويقول عن بعض المصطلحات ومن بينها "ببلوغرافيا" بأنها " مصطلحات
انبطاحية" [27] ، في حين يفضل التطبيع ، ويقول عن "المستحدثات" أو
المستجدات بأنها " عماد التعريب وسنامه . وبها ينهض ويشمخ ويزدهر ويتجدد
الأمل بمواصلة مسيرته ليقترب من النجاح المنشود"[28] .
إن استثقال الوافد والوقوف
في وجه الغريب ، أو استنبات الحيرة تجاه الطارق الدخيل ، قطعا للسبيل على "
إحداث لغة في لغة مقررة بين أهلها"[29] ، أو إثباتا للنية " في أن
المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب"[30] ليس بالأمر الجديد ، ومع ذلك لم
يقف موقف السيرافي دون انتشار الثقافة الإغريقية وتزود الفكر العربي من كنوز الأمم
المفتوحة لغة وثقافة ، مع أن اللغة من صميم هذه الأخيرة ، ولم يحل انهزام الجيوش
العربية في موقعة بلاط الشهداء، دون استسقاء الأمم الأوروبية من روافد ومنابع
وعيون أمهات أسفار الثقافة العربية، وانتثار الألفاظ العربية بمبانيها ومعانيه، في
لغات هذه الأمم إلى أقاصي بقاعها، ولم تحجم نظرية ابن خلدون الشعوب المغلوبة عن
استنهاض أصالتها وإحياء تراثها مدافعة ضد الغالب مهما علا جبروته.
ولملامسة المسألة أكثر
يجدر التعرض إلى مصطلحات استعملت في التراث بكثرة ولا تزال، للدلالة على الحقل
الذي تشتغل فيه البيبليوغرافيا. منها على سبيل المثال لا الحصر:
"الفَهْرَسَة" ، "الفِهْرِس" ، " الفِهْرِسْت" ،
" التكشيف" ، "الثبَت" ، "المحتوى" ،
"البرنامج" ، "الدليل" ، "المعجم"
"التوثيق"... وغيرها كثير .
1 – الفِهْرِس : وهو
"الكتاب الذي تجمع فيه الكتب" [31] ، ويرد بهذا المعنى في كل المعاجم
العربية ، ويستفاد من استعماله في بعض المصادر ، الجمع والترتيب ؛ جاء في "
سير أعلام النبلاء": "وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه حتى بلغ فهرس
كتبه المائة أو أكثر"[32]، وقائمة الكتب كما في قول صاحب" طبقات أعلام
الشيعة" : "الشيخ الفقيه ناصر الدين كما في فهرس منتجب بن بابويه
"[33] ، و " ذكر فهرس بعض تأليفاته في كتاب الإجازات "[34]
1- الفِهْرِسْت : وقد اشتهر
به كتاب ابن النديم ، ويدل أيضا على عمل التصانيف وجمع الكتب في كتاب " وصنف
التصانيف وعمل الفهرست وأجاد فيه " [35] . وفي منجد اللغة العربية
والأعلام" الفِهْرِسْت : كتاب تجمع فيه أسماء الكتب"[36] ، وفي المعجم
الأدبي لجبور عبدالنور، نجد أربع معان للفظة فهرست :أ- جدول في أول الكتاب أو آخره
يتضمن عناوين الأقسام والفصول . ب- جدول في مجلة أو ما شابهها . ج – مصنف أو
الجدول تجمع فيه أسماء الكتب حسب ترتيب معين. د- علم يبحث في الكتب والوثائق وجميع
أنواع المؤلفات.[37] أما الأستاذ أحمد شوقي بنبين، فيرى أن العرب أطلقوا
"الفِهْرِت" على دليل مكتبة (Catalogue ) وعلى
ما يدل على ما يعرف اليوم بالببليوغرافيا[38].
2- الفهرسة : وهي الاشتغال
وعمل الفهارس والفهرست . ويراد بها أيضا "القائمة التي تحتوي أسماء الكتب
والموضوعات وتكون على صورة بطاقات" [39] ، ويجعلها الدكتور جبور عبدالنور
مرادفة للبيبليوغرافيا ، ويقسمها إلى ثلاثة : - وصفية وتحليلية ونقدية .[40] كما
نجد الشيء نفسه عند محمد بوسلام أخذا عن محمد ماهر حمادة وعلي القاسمي [41] ،
وسعيد أحمد حسن [42]، وهذا الأخير يتحدث عن "الفهرسة الوصفية" و "
الفهرسة الببليوغرافية" أو "الوصف الببليوغرافي"، ويرى فيها آخر
حلقات السلسلة التوثيقية ، ولكنها أهمها ، ويحصر دورها في منح كل وثيقة بطاقتها
الشخصية ، يقول:" فالفهرسة بهذا المعنى هي ذاكرة مصغرة موضوعة في جناح خاص
على شكل بطاقات أو جذاذات تضم كل محتويات المكتبة "[43] ، ويعرف البيبليوغرافيا
على أنها مجموعة مراجع ومصادر معتمدة لإنجاز بحث…" [44]
3- التكشيف : ويستعمل
للدلالة على الفهرسة . ومن المهتمين من يوسع تارة في هذا المصطلح ويضيق في ذاك أو
العكس ، فالأستاذ أحمد حدادي مثلا يضع حدودا بين الفهرسة والتكشيف ، يقول
:"إن الفهرسة تتعرض للمسائل العامة .. وأما التكشيف ، فيتناول ما دق من
الظواهر وجل من القضايا… ثم إن الفهرسة محدودة ، وأما التكشيف فأوسع منها ..لأنه
ينفذ إلى جزئيات المسائل خاصة…"[45] . في حين نجد الأستاذ الشاهد البوشيخي ،
يقول بأن "الفهرسة أعم من التكشيف" [46] . ويقابل باللفظة اللاتينية ) I ndexation ( وهناك من يعرفه
على أنه "عملية تتطلب وضع الكلمات الدالة للكشف على محتوى الوثيقة بدقة
" ومن متطلباته" تحديد الكلمات الرئيسية …وأسماء الأماكن والأعلام التي
وردت في الوثيقة " [47
5- البرنامج : وله في مجال
الفهرسة معنيان : أ- فهرس الشيوخ والمرويات . ب- فهرس المكتبة أي "البيان
الشامل لما تضمه المكتبة في خزائنها من مطبوعات ومخطوطات وخرائط…" [48
6- الثبت ]بالتحريك) وهو الحجة والبينة ،
له دلالات منها : [/font]
- فهرس الشيوخ والمرويات ،
والتي يجمع فيها المحدث مروياته وأشياخه الذين أخذ عنهم.
- فهرس موضوعات الكتاب ،
وهو قائمة بالأبواب والموضوعات التي يحتويها الكتاب[49]
7- المحتوى : ويستخدم
للدلالة على فهرس موضوعات الكتاب ، وغالبا ما يكون ملحقا به في أوله أو آخره.أما
معناه اللغوي فهو الجمع كما جاء في اللسان "وحوى الشيء .. واحتواه واحتوى
عليه : جمعه وأحرزه … والعرب تقول المجتمع بيوت الحي محتوى…"[50]
8- الدليل : ويقصد به فهرس
المكتبة ، أو البيان الشامل لما تضمه في خزائنها .
9- المِسْرَد : وقد استعمل
للدلالة على : - فهرس الكتب – فهرس الألفاظ والمصطلحات – فهرس الأعلام – المحتوى.
10- المعجم : ويستعمل
للمعاني التالية : - القاموس أو ديوان مفردات اللغة مرتبة بحسب ترتيب معين
فهرس الشيوخ والمرويات.
- فهرس الكتب . – كتاب التراجم. – القاموس الجغرافي. –فهرس الألفاظ والمصطلحات
11- التوثيق : وهو تجميع
المعرفة المسجلة وترميزها، ويتضمن " ترتيب وتنظيم وتصنيف المعلومات وتلخيصها
أو استغلالها أحيانا ثم نشرها ، ويعتبرها البعض جزء من التنظيم البيبليوغرافي[51]،
ويعرف النادي العربي الوثيقة على أنها :"كل وعاء حامل للمعلومات، أيا كان
شكله ونوعه ، بدءا من الوعاء الورقي حتى الوعاء الإلكتروني"[52] ، والوثيقة
يقابلها لفظ ( D ocument ) اللاتيني الأصل
(Docer ) بمعنى كل ما يعلمنا شيئا[53]، ويرادفه في اللغة
العربية لفظ "المستند"، ويرى البعض أنه جزء من التنظيم البيبليوغرافي
إن ما يمكن استنتاجه من
خلال سرد هذه المصطلحات ، هو الغنى الذي يعرفه المعجم العربي، في مجال الاشتغال
بالمكتبة والكتاب والوثيقة ، أو ما يدعى ب"علم المكتبات" بصفة عامة ،
وما يحتاجه هذا الغنى هو فقط إعادة رسم الحدود ، وإعطاء كل لفظة حقها مع اتخاذ
موقف مما يفد من المستجدات .
2: نظرة تاريخية:
2-1- في الغرب: إن بعض
المصادر تشير إلى أن العلم عرف حتى قبل ميلاد عيسى عليه السلام ، ويذكرون الفهرس
الذي تحتفظ به مكتبة الإسكندرية ، والذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد
[54]، وواضعه هو الشاعر اليوناني كاليماخوس ( C allimacs ) حينما كان قيما على خزانة هذه المكتبة ، بل إن الأمر أقدم من
ذلك ويعود إلى الآشوريين والبابليين[55]. ويذهب الأستاذ يحي هوارإلى أن التعبير
الأول لفكرة الفهرسة التي تحيل إلى "قائمة نتاج أدبي" يرجع فضله لطبيب
يوناني خلال القرن الثاني الميلادي، ثم تطورت الفكرة عند القديس(
Saint Jéome ) في القرن الخامس الميلادي ، والشيء نفسه
نجده عند المؤرخ والراهب ( Bède ) في القرن
الثامن الميلادي[56] . ومع ذلك فإن الكلمة لم ترج إلا مع بداية القرن الثامن عشر،
رغم أن مدلولها بقي متراوحا بين " نسخ الكتب" و فهارس بعض مكتبات الكنائس
و "العلم بالنصوص القديمة" (La science du paléographe ) كما كان الأمر في فرنسا إلى أواسط القرن الثامن عشر. استعملت
الكلمة لأول مرة في فرنسا من لدن جابرييل نودي (Gabriel Naudé ) أمين مكتبة الكاردينال مازاغان (Mazarin ) ، ثم ظهرت بعد ذلك الفهرسة الوطنية العامة في كل من ألمانيا
وبريطانيا والأراضي المنخفضة ثم بعد ذلك في فرنسا . في سنة 1762 أقر المجمع اللغوي
الفرنسي في طبعته الرابعة من قاموسه بالكلمة، على أنها "علم
البيبليوغرافي" ،وعرف هذا الأخير على أنه الشخص الذي يقرأ المخطوطات القديمة
ويعرف الكتب المخطوطة والمطبوعة ، وأضيف إليه في قاموس (Trevaux ) سنة 1771 القيام بجداول المكتبات المختلفة. وأول من عبر عن
فكرة علم البيبليوغرافيا،المؤرخ ( Jean Francoi Née de La Rochelle ) ، وجعله يحيل إلى فن الطباعة من جهة وتارخ الكتب وجداولهما من جهة
ثانية ، وبعد الثورة ، أسس بباريس " المكتب المركزي للبيبليوغرافيا " ،
ومع بداية القرن التاسع عشر وبالضبط سنة 1812 قسم الأديب جابرييل بينيو
( G abriel Peignot ) البيبليوغرافيا إلى :
البيبليوغرافيا العامة والبيبليوغرافيا المتخصصة ، وقد جمع في كتابه "الجدول
العالمي للبيبليوغرافيا " ثلاثة آلاف عنوان .
وقد حافظ تعريف
البيبليوغرفيا على نعت "علم الكتاب" إلى غاية 1879 حين قام المؤلف
الفرنسي ( Charles Mortet ) بإعطاء الكلمة مفهوم
"دراسة الجداول التي تقوم بوصف وترتيب الكتب من أجل التعريف
والإخبار"[57] ، وفي سنة 1932 أعاد المجمع اللغوي الفرنسي النظر في التعريف
الذي كان سائدا في الطبعة الثامنة من قاموسه وجعله " معرفة موضوع الكتب
المنشورة وطباعتها وقيمتها" . وقد نظم "مركز التأليف التاريخي "
سنة 1934 مباحثات حول الكلمة وحددت على أنها " البحث عن الكتب وتصنيفها حسب
مناهج محددة ، من أجل استعمال تجاري أو علمي" [58] ، وقد صادقت منظمة
اليونسكو على هذا التعريف سنة 1950 .
أما في إنجلترا فقد كان
ظهور المصطلح حوالي عام 1472 كفهرس موحد لمكتبات ستين ومائة دير (160) ، وكان
التعريف السائد إلى حدود النصف الثاني من القرن الثامن عشر يحيل على "كتابة
الكتب " و"البيبليوغرافي" هو الشخص الذي ينسخ هذه الكتب ، كما هو
مذكور في قاموس أكسفورد [59] ، ولم تستخدم بمعنى الوصف المنهجي للكتب وتأريخها
وطباعتها إلا في النصف الأول من القرن التاسع عشر . وفي الموسوعة البريطانية ،نجد
تطور استعمال المصطلح الذي انتقل من الدلالة على " نسخ الكتب" إلى
"الكتابة عن الكتب" حدث في فرنسا في القرن الثامن عشر.
أما أضخم عمل ظهر في الغرب
في البيبليوغرافيا فهوفهرس مكتبة الكونجرس الأمريكي ، الذي صدر سنة 1910
ولا يعني هذا أن هناك
تطورا خطيا لمصطلح البيبليوغرافيا يمكن تتبعه بيسر ، إذ يتخلل هذا التطور كثير من
الحلقات المفقودة ، ولعل من أسباب ذلك ، عدم اعتراف وإقرارالكلمة من قبل المجمعات
اللغوية والقواميس إلا بعد أن تصبح متداولة ، ففي الوقت الذي كنا نجد فيه ، أن
المعنى الذي كان دارجا في فرنسا هو " تصنيف الكتب " إلا أن ما كان
معترفا به رسميا في القواميس هو أن "البيبليوغرافي هو المشتغل بالمخطوطات
القديمة" ، ولم يعترف بهذا المعنى إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر
في قاموس ( Treveaux ) الذي أضاف عبارة
"القيام بجداول المكتبات " [60] ، في حين كانت الفهرسة الوطنية العامة
قد ظهرت في عدة دول أوربية أخرى كألمانيا وبريطانيا .
أما بعد النصف الثاني من
القرن العشرين ، فقد عرفت البيبليوغرافيا تطورا مذهلا ، خاصة بعد إدخال الحاسوب
وشبكة الأنترنت في الميدان، فأصبحت المكتبات لا تستعمل البطاقات التقليدية إلا في
دول العالم الثالث ، كما أن معظم البيبليوغرافيات العالمية والوطنية للعديد من
الدول أصبحت تتوفر على مواقع لها ، وتحت تصرف إي باحث في أي مكان من العالم ،
وتشعبت البيبليوغرافيا إلى درجة أصبح معه الحديث عن حصرأنواعها من باب المستحيل .
ومع هذا يظل الكثير من نبهائنا وممثلي نخبنا، يلهثون خلف أحقية هذا المصطلح أو ذاك،
في التعبير عما تم تجاوزه بالسرعة الضوئية . وهذا ليس تبخيسا بمجهوداتهم ، بل رحمة
بهم وبمن يتحملون مسؤولية تمثيلهم، وحرصا على هذا الزمن الذي يهدرونه ،وليس ازدراء
لتراث فرض نفسه ولا يزال ، بل حبا فيه ورغبة في رؤيته مرفوع الشأن من قبل أهله
وذويه،قبل غيرهم.



sadik115
سوسيولوجي فعال
سوسيولوجي فعال

ذكر عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 17/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حول البيبليوغرافيا Empty رد: حول البيبليوغرافيا

مُساهمة من طرف sociologue الجمعة أكتوبر 19, 2012 3:22 pm

شكرا جزيلا على المساهمة القيمة
sociologue
sociologue
سوسيولوجي نشيط
سوسيولوجي نشيط

ذكر عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حول البيبليوغرافيا Empty رد: حول البيبليوغرافيا

مُساهمة من طرف الضباشي الجمعة أكتوبر 19, 2012 3:24 pm

جزيل الشكر
الضباشي
الضباشي
سوسيولوجي نشيط
سوسيولوجي نشيط

ذكر عدد المساهمات : 199
تاريخ الميلاد : 15/06/1979
تاريخ التسجيل : 05/11/2010
العمر : 44

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى