علم الاجتماع والأنثربولوجيا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

علم الاجتماع والأنثربولوجيا
علم الاجتماع والأنثربولوجيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» بحث عن تالكوت بارسونز لمن يهمه الأمر
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالأحد يناير 31, 2021 2:44 pm من طرف YOUCEF

»  سيغموند فرويد الشخصية السوية والشخصية الغير سوية
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالسبت سبتمبر 14, 2019 9:16 am من طرف امال

» بحث حول دراسات المؤسسة في علم الاجتماع
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2018 1:35 pm من طرف بيسان

» مكتبة علم الإجتماع الإلكترونية
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالخميس أبريل 23, 2015 7:53 pm من طرف ahlam yamani

» سوسيولوجيا العالم العربي.. مواقف وفرضيات
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالأحد مارس 08, 2015 9:13 am من طرف sami youssef

» نظرية بياجي في النمو أو نظرية النمو المعرفي
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالأحد فبراير 22, 2015 2:31 am من طرف صباح

» معجم و مصطلحات علم الاجتماع
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالسبت فبراير 21, 2015 7:36 am من طرف holo

» النظريات السوسيولوجية
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالخميس فبراير 19, 2015 8:05 am من طرف صباح

» مفهوم المدينة عند ماكس فيبر
هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Emptyالإثنين يناير 26, 2015 2:13 pm من طرف ♔ c breezy ♔

التبادل الاعلاني
منع النسخ

هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع

اذهب الى الأسفل

هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع Empty هام جدا لطلبة s1 علم اجتماع

مُساهمة من طرف goldkamel الإثنين يناير 09, 2012 6:39 pm

علم النفس الأرسطي: الذاكرة والتذكر

أحمد أغبال

يرى أرسطو أن الذاكرة هي جزء من ملكة الإدراك الحسي: إنها الآلية التي تتولى مهمة فحص ومعالجة التجارب الحسية السابقة. وأما التجارب الحسية التي تقع في الزمن الحاضر فإنها تقع خارج دائرة نفوذ الذاكرة، ولا تشملها هذه الأخيرة إلا بعد أن تصبح في خبر كان. ولذلك تقترن الذاكرة في نظرية أرسطو بمفهوم الزمن. ويترتب عن ذلك أن الذاكرة لا تكون إلا عند الحيوانات التي تدرك الزمن؛ وهي عند هذه الحيوانات جزء لا يتجزأ من الملكة التي تمكنها من إدراك الموضوعات الخارجية، أي ملكة الإدراك الحسي. ومن هنا استخلص أرسطو الفكرة التالية: إن المبدأ الذي ترتكز عليه الذاكرة في تعاملها مع أي موضوع مهما كان نوعه هو مبدأ حسي. وحتى عندما يتعلق الأمر بالأفكار المجردة فإن الذاكرة لا تتعامل معها إلا من خلال بعض الانطباعات أو الصور الحسية. ولما كانت الذاكرة مرتبطة بملكة الحس، وكانت هذه الملكة مشتركة بين الإنسان والحيوان، كان لابد أن توجد الذاكرة عندهما معا. ولو كانت الذاكرة جزءا من ملكة العقل، لاستحال وجودها عند الحيوان. ومع ذلك، فإن الذاكرة لا توجد عند جميع أنواع الحيوانات، ولا ينعم بها إلا الحيوان الذي يدرك الزمن.

وأما موطن الذاكرة في النفس فهو المحل الذي تنشأ فيه صور الخيال، لأن الموضوعات التي تعالجها الذاكرة تنتمي كلها إلى عالم الخيال الذي تصنعه قوة المخيلة. والسؤال الأساسي الذي كان أرسطو يروم الجواب عليه هو: كيف يمكن تذكر ما ليس حاضرا حين يكون الحاضر الوحيد هو ما عرض للنفس من تحول ويكون الموضوع غائبا ؟ يقول أرسطو في جوابه على هذا السؤال:

"من البديهي الاعتقاد بأن الانطباع الذي ينشأ عن الإحساس في النفس وفي ذلك الجزء من الجسد الذي يدرك الإحساس أشبه ما يكون بنوع من الرسم، وبأن إدراك ذلك الانطباع هو الذي يمثل بالضبط ما يسمى بالذاكرة. إن الحركة التي تحدث حينئذ تطبع في النفس صورا حسية شبيهة بالخاتم المطبوع على قطعة من الشمع

ثم تساءل بعد ذلك ما إذا كنا لا نتذكر غير الصور الحسية المطبوعة في النفس، أم أننا نتذكر الموضوعات الخارجية التي خلفت تلك الانطباعات في النفس. فإذا كان الانطباع الحسي وحده هو ما يمكن للذاكرة أن تسترجعه، فلن يكون باستطاعتنا أن نتذكر الموضوع الغائب. أما إذا كان بوسع الذاكرة أن تسترجع ذلك الموضوع، فكيف يمكن الانتقال من الانطباع الذي نحس به إلى الموضوع الغائب الذي لا نحس به ؟ وبعبارة أخرى: إذا سلما بوجود ما يشبه الطابع المرسوم في النفس، وكنا لا نحس إلا بوجود ذلك الطابع المرسوم بداخلنا، فيكيف يحصل أن نتذكر، مع ذلك، شيئا آخر هو الموضوع الغائب الذي لم يعد في متناول الحواس ؟

للإجابة على هذا السؤال، انطلق أرسطو من إجراء مقارنة بين الصورة المرسومة على لوحة والانطباع الحسي أو الصورة الحسية المرسومة في النفس. فالحيوان المرسوم على لوحة يمثل الحيوان ونسخة الحيوان في نفس الوقت؛ إن الرسم هو هو نفسه، إنه شيء واحد، ومع ذلك فإنه يمثل شيئين مختلفين: الكائن ونسخته. من البديهي أن كينونة النسخة تختلف اختلافا جوهريا عن كينونة الكائن. ومع ذلك، يمكن أن نتمثل الرسم على أنه حيوان أو على أنه نسخة الحيوان. ينطبق هذا أيضا على الصور الحسية المطبوعة في النفس. وهكذا، فعندما نتأمل الصورة الحسية، تبدو كما لو كانت شيئا قائما بذاته، مع أنها صورة لشيء آخر، أو صورة تحيل على موضوع خارجي. فإذا نظرنا إلى الصور الحسية كما هي في ذاتها، بدت على أنها تمثلات ذهنية، أو صور خالصة، وإذا نظرنا إليها في علاقتها بالموضوعات الخارجية، بدت على أنها نسخ أو ذكريات.

ومن ثمة، كان بإمكان الذات المفكرة أن تنظر إلى ما تختزنه الذاكرة من صور إما بوصفها كيانات قائمة بذاتها أو بوصفها نسخا لكيانات أخرى غيرها. ونظرا لإمكانية التعامل مع تلك الصور بهذه الطريقة أو تلك، فقد يحدث أن يخلط الفرد بين الصور الحسية التي تشكلت في الزمن الحاضر وبين الذكريات: فقد يجد بعض الأشخاص صعوبة في التمييز بين الانطباعات الحسية الراهنة - التي تشكلت في الزمن الحاضر- وبين الصور المسترجعة التي تشكلت في الماضي؛ وقد يحصل العكس، فيأخذ المرء صور الماضي (الذكريات) على أنها انطباعات حسية آنية. وهذا ما يحصل لمن يوجد في ما يشبه حالة الوجد أو الجنون، فينظر إلى صور الخيال على أنها وقائع حقيقية، وكذلك قد ينظر إلى ما ليس بنسخة على أنه نسخة حقيقية.

ولكي لا تشتبه علينا الأمور، اقترح أرسطو القيام بتمارين لدعم نشاط الذاكرة وزيادة الوعي بالقواعد المتحكمة في كيفية اشتغالها وفي مقدمتها القاعدة التي مفادها أن التمثلات الذهنية ليست كيانات قائمة بذاتها، بل هي نسخ لموضوعات خارجية. ومن هنا خلص أرسطو إلى تعريف الذاكرة بقوله:

"وباختصار، يمكن أن نعرف الذاكرة، إذن، على أنها إدراك للصورة التي خلفها الموضوع في النفس بوصفها نسخة للموضوع الذي تمثل صورته؛ وأما المبدأ الذي يستند عليه هذا الإدراك فهو مبدأ الحس ذاته الذي يمدنا بمفهوم الزمن"

إن الذاكرة هي إدراك الصور الحسية التي تشكلت في الماضي. فلا وجود للذاكرة ما لم توجد ملكة الحس التي ينشأ عنها مفهوم الزمن، ولا يتحقق فعل التذكر إلا من خلال الوعي بالزمن. ومعنى ذلك أن الذاكرة، في نظر أرسطو، لا توجد إلا عند الحيوان الذي يدرك الزمن. وكما أن الذاكرة تحتاج في اشتغالها لمفهوم الزمن، كذلك يرتبط التفكير عند أرسطو بهذا المفهوم. لا يتحقق فعل التفكير إلا من خلال الاشتغال على مضمون محدد استنادا إلى مفهوم الزمن. يشترط التفكير في نظرية أرسطو توفر مفهوم المضمون ومفهوم الزمن. ولما كان مفهوم الزمن صادرا عن ملكة الحس، وكان التفكير محتاجا لمفهوم الزمن، لزم أن ينطلق التفكير من المعطى الحسي الذي يمثل المضمون الواقعي للفكر. ومن هنا تتبين لنا الطبيعة الأمبريقية للمذهب الأرسطي: إن للمعرفة النظرية، من وجهة النظر الأرسطية، أساس إمبريقي، وهو المعطى الذي توفره ملكة الحس. ولما كان للذاكرة والتفكير أساس مشترك، وهو مبدأ الحس، وكانت الذاكرة هي إدراك الصور الحسية، فإن تذكر الأفكار يحتاج بدوره إلى استحضار الصور الحسية. إن تذكر العناصر النظرية المجردة يمر عبر تذكر أساسها الأمبريقي المتمثل في الانطباعات أو الصور الحسية. لأن الذاكرة لا تدرك، من حيث المبدأ، إلا الصور الحسية وحدها؛ وهذا ما يفسر وجودها عند كل من الحيوان والإنسان في نظر أرسطو. إلا أنها لا توجد لدى جميع أصناف الحيوانات دون استثناء، بل يقتصر وجودها على الأنواع التي تدرك منها الزمن. ولو كانت الذاكرة آلية من آليات البعد العقلي للنفس لتعذر وجودها لدى الحيوان.

تساءل أرسطو عن الجزء الذي تحتله الذاكرة من النفس، وبدا له أنها تحتل نفس الموقع الذي تصدر عنه المخيلة، بدليل أن موضوعات الذاكرة (الصور الحسية) هي العناصر نفسها التي تشتمل عليها المخيلة.

وإذا كان الإنسان يشترك في الذاكرة مع الحيوانات التي تدرك الزمن، فإنه يتميز عنها بالقدرة على التذكر. ويرجع السبب في اختصاص الإنسان بالتذكر إلى كونه الكائن الطبيعي الوحيد الذي يمتلك الإرادة والقدرة على الاستدلال العقلي؛ هذا مع العلم أن التذكر نفسه هو في نظر أرسطو، ضرب من ضروب الاستدلال. لأن استرجاع الوقائع البعيدة يفترض وجود نوع من الترابط المنطقي بين الذكريات؛ وبفضل هذا الترابط تستدعي الذكرى القريبة أو المسترجعة الذكرى التي سبقتها، وهكذا دواليك إلى أن يصل الشخص إلى أبعد الذكريات. ولا يمكن القيام بهذه العملية إلا إذا توفرت الإرادة. والنتيجة هي أن الاستدلال يحتاج إلى الإرادة والقدرة على بذل المجهود في البحث والتقصي. يقول أرسطو:

"ولا يمكن أن يقوم بهذا المجهود إلا الحيوان الذي حبته الطبيعة بقوة الإرادة، وهذه الإرادة بدورها هي نوع من الاستدلال والقياس"

ويفترض أرسطو وجود علاقة بين القدرة على التذكر والبعد الفيزيولوجي للإنسان. إن التذكر في نظره هو بحث تقوم به النفس العاقلة في الصور التي تنتجها الأعضاء الحسية. وأما دليله على ذلك فهو أن الشخص الذي يعجز عن تذكر بعض الأشياء كثيرا ما يصاب بنوع من الاضطراب: تستحوذ عليه الرغبة في التذكر، ويبذل قصارى الجهد في البحث دون أن يصل إلى أية نتيجة. بحيث يمكن القول إن شدة الرغبة في التذكر لدى بعض الأفراد تولد لديهم العجز عن التذكر. وهذه سمة من السمات التي تميز الأشخاص الذين يعانون من القلق.
وبناء على ما سبق يمكن اعتبار أرسطو المؤسس الأول للمذهب الترابطي في علم النفس. ويرجع له الفضل في الكشف عن القوانين الأساسية للترابط وهي: التجاور في الزمان أو المكان، والتشابه بين الأحداث والتناقش بينها. فالوقائع المتجاورة يستدعي بعضها بعضا، والشبيه يذكرنا بشبيهه، والنقيض بنقيضه. وهذه المبادئ نفسها هي التي تقوم عليها المدرسة الترابطية الحديثة في مجال علم النفس

goldkamel

ذكر عدد المساهمات : 5
تاريخ الميلاد : 25/01/1983
تاريخ التسجيل : 09/01/2012
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى